تقنية

سر الخلطة السحرية.. لماذا تريد الولايات المتحدة حظر تيك توك؟


11:06 ص


الخميس 14 مارس 2024

في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، انتبه الأمريكيون لما يمكن أن تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي، من تأثير على وجهات نظر الناخبين.

لذلك لا يمكن فصل موافقة مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون لحظر تطبيق تيك توك في البلاد، عن المعركة الانتخابية المقبلة بين دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن.

وتقول صحيفة “فايننشال تايمز”، إنه في حال فرض الحظر على التطبيق الصيني في الولايات المتحدة -أكبر سوق له على مستوى العالم- فإنه “لن يتمكن ملايين المستخدمين الحاليين من تحديث التطبيق، أو إعادة تنزيله إذا قاموا بحذفه أو أرادوا تثبيته على هاتف جديد”.

ومن خلال منع الوصول إلى التحديثات، بمرور الوقت، سيصبح التطبيق قديما، لكن هذا لن يوقف استخدامه بين ليلة وضحاها، إذ من الممكن أيضا أن يظل تيك توك متاحا للمستخدمين الذين يتحايلون على القانون باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية التي تقوم بتشفير حركة المرور على الإنترنت وإخفاء عناوين “IP”.

لكن المثير هنا أن التهديد الأمني الذي يشكله تيك توك لا يتعلق بمن يملكه بقدر ما يتعلق بمن يكتب التعليمات البرمجية والخوارزميات التي تجعله فعالاً.

هذه الخوارزميات، التي توجه كيفية مراقبة التطبيق لمستخدميه وتزويدهم بالمزيد مما يريدون، هي الخلطة السحرية للتطبيق الذي يمتلكه 170 مليون أمريكي على هواتفهم، أي نصف عدد سكان البلاد، حسب صحيفة “نيويورك تايمز”

إلا أن تلك الخوارزميات يطورها مهندسون يعملون في الشركة الصينية الأم، ByteDance، التي تجمع التعليمات البرمجية في سرية تامة ضمن مختبرات البرمجيات الخاصة بها في بكين وسنغافورة وماونتن فيو، وكاليفورنيا.

لكن الصين أصدرت قوانين صارمة لمنع الكشف عن تلك البرمجيات أو بيعها للغرباء والأجانب، من ضمنها ضرورة الحصول على موافقة الحكومة، وهو أمر مستبعد في ظل التوتر بين البلدين منذ فترة.

ما يعني أن بيع تيك توك لمالك أمريكي دون “الكود الأساسي للخواروميات” قد يكون أشبه ببيع سيارة دون محركها.

إذ يرى بعض المراقبين أن نسخة جديدة من تيك توك بدون خوارزميتها الكلاسيكية قد تصبح عديمة الفائدة بالنسبة للمستخدمين وعديمة القيمة للمستثمرين.

ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن كبير التقنيين في مؤسسة Electronic Frontier Foundation”، كوبر كوينتين، قوله إن الحظر من المحتمل أيضا أن يدفع العديد من محبي تيك توك إلى “إيجاد حلول بديلة”.

ويضيف كوينتين: “أعتقد أن الكثير من الأطفال سيتعلمون كيفية التحايل على القيود المفروضة على هواتفهم”، مشيرا إلى أن الحظر لن يمنع الناس من استخدام تيك توك، و”هذا سيؤدي إلى إنشاء جيل جديد من المتسللين”.

ووفق “إن بي سي نيوز”، فإنه ليس من الواضح تماما كيف سيعمل حظر تيك توك على متاجر التطبيقات، خاصة أن “جوجل بلاي” و”أبل” يتيحان للمستخدمين تغيير البلد الذي يتواجدون فيه، ومن الممكن إنشاء حساب ثانٍ أثناء زيارة بلد آخر لكي يبدو أنك مقيم هناك وتنزيل التطبيقات.

إلى جانب ذلك، يقول لورين ويسينجر، الباحث الزائر في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة تافتس، لشبكة “إن بي سي نيوز”، إنه من الممكن أيضا تحميل التطبيقات مباشرة على الهاتف دون المرور عبر متجر، على الرغم من صعوبة القيام بذلك على أجهزة آيفون مقارنة بالهواتف التي تعمل بنظام “أندرويد”.

وأضاف كوينتين أن “ذلك قد يؤدي إلى قيام المزيد من المهووسين بتيك توك بمحاولة تحميل البرنامج مباشرة على هواتفهم، أو تنزيل نسخة تعود لهاكرز (قراصنة) عن طريق الخطأ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى