تقنية

صورة مذهلة لرجل عاش قبل 56 ألف سنة: لم يكن وحشا أو قردا


02:27 م


الخميس 09 نوفمبر 2023

في عام 1908، عُثر على ما يشبه بقايا الهيكل العظمي لرجل مدفون داخل كهف في جنوب وسط فرنسا. وكان الهيكل العظمي شبه المكتمل يفتقر إلى عدة أسنان، لذلك منحوه لقب “الرجل العجوز”.

وكشفت التحقيقات التي أجراها علماء أن الهيكل العظمي لم يكن للإنسان الحديث (الإنسان العاقل) بل كان لإنسان نياندرتال، الذي انقرض منذ حوالي 40 ألف سنة.

كان للهيكل العظمي العديد من السمات المميزة لإنسان النياندرتال، بما في ذلك حافة الحواجب كبيرة الحجم، وقاعدة الجمجمة المسطحة، ومدارات العين الكبيرة.

الآن، بعد مرور 115 عامًا، ابتكر فنانو الطب الشرعي تقريبًا رقميًا لوجه إنسان النياندرتال، الذي يقدر عمره بـ 40 سنة، وعاش في فترة بين 47000 و56000 عام مضت.

لإعادة بناء الوجه، استخدم فنان الطب الشرعي فحوصات التصوير المقطعي المحوسب للجمجمة ثم استخدم علامات سمك الأنسجة الرخوة لبناء جلد وعضلات “الرجل العجوز” رقميًا. ثم أضاف تفاصيل مثل اللون إلى الجلد والشعر.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة سيسيرو مورايس، خبير الرسومات البرازيلي، لـ Live Science “أنشأنا صورتين، واحدة أكثر موضوعية مع تمثال نصفي باللون البني الداكن بدون شعر وأخرى ملونة مع لحية وشعر،”

وأضاف “تُظهر هذه الصورة كيف كان إنسان النياندرتال مشابهًا لنا، ولكن في نفس الوقت كانوا مختلفين، مع خصائص أكثر وضوحًا مثل عدم وجود الذقن، على سبيل المثال. ومع ذلك، فمن المستحيل عدم النظر إلى الصورة ومحاولة تخيل كيف كانت حياة ذلك الفرد منذ آلاف السنين.”

ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول الفنانون إنشاء صورة تقريبية لوجه الإنسان البدائي، فإن هذه الصورة مختلفة لأنها اعتمدت على بيانات الأشعة المقطعية.

كانت عمليات إعادة البناء السابقة (غير الدقيقة) أشبه بالقرد بشكل مبالغ فيه.

وقال فرانشيسكو جالاسي، المؤلف المشارك في الدراسة، والأستاذ المشارك في الأنثروبولوجيا الفيزيائية بجامعة لودز في بولندا “إذا لاحظ المرء بعناية التقديرات التقريبية التي تم تقديمها على مر السنين، والتي امتدت لأكثر من قرن تقريبًا، فيمكن رؤية كيف تم تخفيف سمات الوجه لهذا الإنسان البدائي وإضفاء طابع إنساني عليه، والتخلي عن التصور أو التفسير الأكثر وحشية له، وهي الفكرة التي كانت لدى علماء الأنثروبولوجيا السابقين عن إنسان نياندرتال.. على سبيل المثال، في العقود الأخيرة، أظهرت الأبحاث أن إنسان النياندرتال دفن موتاه، وصنع الأدوات، واستخدم النار لطهي الطعام، وربما كان لديه ممارسات طقوسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى