تقنية

دراسة تحذر: سيأتي يوم يعجز فيه البشر عن هضم الفواكه والخضروات


01:54 م


الأربعاء 20 مارس 2024

في ظل الاعتماد على المصنعات الغذائية واللحوم والوجبات السريعة، تفتقر النظم الغذائية في المدن بشكل خطير إلى الألياف النباتية، وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى عجز البشر عن هضم المواد النباتية الصعبة مثل الفواكه والخضروات.

على الرغم من أن الفواكه والخضروات تشكل جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي البشري، فقد بدأ العلماء مؤخرا في فهم كيفية تعامل أجسامنا مع المركب العضوي الأكثر وفرة على وجه الأرض: السليلوز، وهو المادة الصلبة التي تبطن جدران خلايا النباتات.

اكتشفت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين ميكروبات غير معروفة سابقًا مختبئة في الأمعاء البشرية وقادرة على هضم السليلوز.

لعقود من الزمن، كان من المفترض أن السليلوز لا يمكن تفكيكه بواسطة جسم الإنسان كما هو الحال في أمعاء الأبقار أو الخيول أو الأغنام أو الثدييات الأخرى. وفي عام 2003 اكتشف العلماء بكتيريا الأمعاء البشرية التي يمكنها هضم هذه الألياف.

واستخدم التحليل الشامل عينات لاختبار ميكروبيوم الأمعاء لدى البشر من أوقات ومناطق مختلفة. وتشير النتائج إلى أن لدينا قواسم مشتركة مع حيوانات المزرعة أكثر مما كنا نعتقد من قبل.

وتبين أن أحشاءنا تحتوي على عدة أنواع من الميكروبات التي تتغذى على السليلوز ولم نكن نعرفها من قبل. يرتبط أحد الأنواع ارتباطًا وثيقًا بالثدييات ذات الحوافر التي تمضغ المجتر، ويرتبط نوع آخر بالرئيسيات، وآخر بالبشر.

وينتمي الثلاثة جميعاً إلى جنس Ruminococcus – المعروف بوجود ممثلين له في أمعاء الإنسان السليمة (وغير الصحية) – ويمتلكون جينات تشارك في هضم السليلوز.

وفي العينات المأخوذة من الصيادين وجامعي الثمار، وسكان الريف، والبشر القدماء الذين عاشوا قبل ما بين 1000 إلى 2000 عام، كانت الأنواع الثلاثة من الميكروبات وفيرة.

وفي المجتمعات الحديثة والصناعية، كانت نفس الميكروبات المعوية “نادرة بشكل واضح”.

وكتب مؤلفو الدراسة، بقيادة عالمة الأحياء الدقيقة سارة مورايس: “تشير هذه النتائج مجتمعة إلى انخفاض هذه الأنواع في الأمعاء البشرية، ومن المحتمل أن يتأثر ذلك بالتحول نحو أنماط الحياة في المدن”.

ويوضح الباحثون أنه من الممكن أن تنخفض أعداد ميكروبات Ruminococcus في الأمعاء، حسب تقرير مجلة ساينس ألرت.

لا يزال هذا الاحتمال بحاجة إلى دراسة، لكن مؤلفي الدراسة الحالية يعتقدون أنه “قد يكون هناك احتمال لإعادة إدخال هذه الأنواع أو إثرائها بشكل متعمد في الأمعاء البشرية” من خلال المكملات الغذائية أو البروبيوتيك المتخصصة.

واليوم، تشير بعض الدراسات إلى أن المبادئ التوجيهية الحالية بشأن تناول الألياف منخفضة للغاية في المجتمعات الصناعية، وأن صحة الإنسان قد تعاني نتيجة لذلك.

تظهر الأبحاث الأولية أن مكملات السليلوز، مثل الألياف النباتية، يمكن أن تؤدي إلى فوائد صحية متعددة ومتنوعة، بما في ذلك التغيرات في ميكروبات الأمعاء، والاستجابات المناعية، والتعبير الجيني.

تعتبر الدراسة الحالية خطوة مهمة إلى الأمام، لأنها تسلط الضوء على بكتيريا الأمعاء التي لم تكن معروفة سابقًا والتي قد تكون لاعبا مهما في صحة الأمعاء البشرية، على مدار التاريخ.

التحليل التطوري “يشير بقوة” إلى أن سلالة بكتيريا Ruminococcus المرتبطة بالإنسان قد انتقلت إلينا في الأصل من أمعاء الحيوانات المجترة، ربما أثناء التدجين.

وبالتالي فإن العيش مع الحيوانات ربما أدى إلى تحسين قدرتنا على هضم النباتات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى