اقتصاد

توقعات بإقناع قبرص بخطط تطوير حقل أفروديت للغاز.. كيف ستستفيد مصر؟


05:59 م


الإثنين 04 سبتمبر 2023

كتب- أحمد والي:

قال خبراء بترول، لمصراوي، إن دعم حكومة الولايات المتحدة لخطط شركة شيفرون الأمريكية لتطوير حقل “أفروديت” القبرصي للغاز الطبيعي قد يدفع الحكومة القبرصية للاقتناع بهذه الخطط بعد رفضها لها خلال الأيام الأخيرة، وهو ما سيكون في صالح مصر مع توجيه إمدادات الحقل إلى محطات الإسالة المصرية بحسب خطط الشركة.

ويأتي ذلك بعد أن أشارت وكالة رويترز في تقرير لها مؤخرا إلى دعم واشنطن خطط شركة شيفرون الأمريكية العملاقة للطاقة لتطوير حقل “أفروديت” الضخم للغاز الطبيعي في قبرص، والتي تشمل إنشاء خط أنابيب بحري يربط الحقل بمصر، بعد أن رفضت قبرص الخطط الأسبوع الماضي.

جاء رفض الحكومة لمقترح الشركة بعد تغاضيه عن بناء محطة عائمة لمعالجة الغاز في الحقل الذي يقع على بعد 160 كيلومترا جنوب شرقي قبرص، وفقا لما قاله وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، (والتي سيكون بإمكانها تسييل الغاز وبالتالي تصديره بشكل مباشر للخارج بدلا من اللجوء للمحطات المصرية).

ولدى مصر محطتين لإسالة الغاز الطبيعي في منطقتي دمياط وإدكو، وتستخدمها في تحويل الغاز إلى سائل من أجل إمكانية شحنه وتصديره إلى أوروبا عبر السفن البحرية.

ويرى خبراء البترول، الذين تحدث إليهم مصراوي، أنه في حالة اقتناع قبرص بخطط الشركة ستستفيد مصر من الحصول على مقابل لاستخدام محطتي الإسالة إلى جانب سد احتياجات مصر الداخلية من الغاز عبر إتاحة أولوية لها في حال حاجتها للكميات المصدرة عبر خط الأنابيب الممتد لها من قبرص، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق هدف تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة.

لماذا تدخلت أمريكا لدعم شركة شيفرون؟

تدعم الولايات المتحدة خطط شركة شيفرون لتطوير الحقل والتي تعتقد أنها ستساعد في إيصال الغاز إلى السوق بشكل أسرع وببصمة كربونية أقل لأنها لا تنطوي على بناء بنية تحتية كبيرة، وفقا لما قاله مصدر أمريكي لرويترز.

وقال المصدر الأمريكي “إن ربط (أفروديت) بمصر سيساعدهم على الوصول إلى ذروة الاستهلاك المحلي في الصيف، ويضيف الاستقرار ويقلل التوترات في المنطقة، ويسمح بالتصدير إلى أوروبا”.

وأضاف أن إدارة بايدن “تميز بين مشاريع البنية التحتية باهظة الثمن وغير الضرورية” والترابطات الأقل كثافة في العمل والضرورية مع انتقال الاقتصادات إلى أشكال أنظف من الطاقة.

وقال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، لمصراوي، إن شركة شيفرون شركة أمريكية استثمرت أموالا كثيرة في اكتشاف حقل أفروديت القبرصي، إلا أنه لا يُستغل بالشكل المناسب الذي يمكن الشركة من استرداد استثماراتها، وبالتالي فإن الحكومة الأمريكية تقف وراء شركاتها لتحقيق مصالحها الخارجية.

واتفق المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، مع يوسف، على أن أمريكا تعمل على تأمين استثمارات الشركات التابعة لها بالخارج، ومن بينها شركة شيفرون لأنها أمريكية، بالإضافة لكونها شريك في هذا الحقل، خاصة مع تعطله لفترة كبيرة مما يؤثر على استثمارات الشركة.

وذكر مدحت يوسف أن المقترح القبرصي يتطلب إنشاء محطة عائمة للمعالجة والتسييل والشحن في عرض البحر على مسافة 160 كيلومتر من قبرص، وذلك يتطلب استثمارات كبيرة دون عائد مجزٍ في ظل متوسطية الخزان الغازي لحقل أفروديت المحدود.

وأوضح يوسف أن شركة أديليك الإسرائيلية تشارك مع شيفرون في الحقل القبرصي، ولديها نفس توجه الشركة الأمريكية في توصيل خط أنابيب من الحقل إلى مصر والاعتماد على محطتي الإسالة الموجودتين بها.

وقال أسامة كمال إن مصر لديها محطتان لتسييل الغاز الطبيعي واحده بإدكو والأخرى في دمياط، والمحطتين لديهما القدرة على استيعاب ومعالجة أكثر من 4 ملايين طن في السنة، ولكنهما لا تعملان بكامل قدرتهما حاليا.

هل تقتنع قبرص بخطط شيفرون؟

يتوقع مدحت يوسف قدرة أمريكا، وإسرائيل على إقناع قبرص بقبول المقترح المقدم من شيفرون، من أجل الإسراع بدخول إنتاج الحقل للتسهيلات الأرضية المصرية لإعادة شحن الغاز وتصديره لأسواق أوروبا كنوع من الدعم لدول السوق الأوروبي، وباعتبار قبرص إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

وأرجع ترجيحه بنجاح تلك الضغوط على قبرص، إلى توافر البنية اللازمة لتسييل الغاز القبرصي في مصر، والقدرة على تصديره لأوروبا خاصة مع اقتراب دخول فصل الشتاء.

ويتفق أسامة كمال مع يوسف، حيث يرى أن الولايات المتحدة قد تستطيع من خلال دعمها لخطط الشركة إقناع الحكومة القبرصية بهذه الخطط وهو ما سينعكس إيجابا على المصالح المصرية.

ويصارع الطرفان (الشركة والحكومة القبرصية) الزمن بعد أن منحت قبرص الشركة مهلة 30 يوما للتوصل إلى اتفاق جديد بعد أن رفض الخطة المعدلة الأسبوع الماضي.

ويمتلك كل من شيفرون وشل حصة قدرها 35% (لكل منهما) في حقل أفروديت، الذي اكتشف قبل أكثر من عقد ويحتوي على نحو 124 مليار متر مكعب من الغاز، بينما تمتلك نيو ميد إنرجي الإسرائيلية الـ 30% المتبقية.

أهمية إمدادات حقل أفروديت لمصر

يرى أسامة كمال أن خطة الشركة الحالية لتطوير حقل أفروديت ستكون ذات أهمية كبيرة لمصر، حيث يمكن لمصر الاستفادة من دفع مقابل لاستخدام محطتي الإسالة واستغلال طاقتهما الإنتاجية، إلى جانب إمكانية سد احتياجات مصر من الغاز في حالة الحاجة خاصة أن اتفاقيات استخدام شبكات والبنية التحتية للدول الأخرى تمنح أولوية لهذه الدول في استغلال الكميات المتدفقة من الغاز.

وقال مدحت يوسف إن ربط حقل أفروديت القبرصي بالتسهيلات المصرية يعتبر نجاحا كبيرا للسياسة المصرية الرامية لتحقيق هدف مصر بالتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأضاف يوسف، لمصراوي، أنه في حال عدم حاجة أوروبا لغاز الحقل صيفا، فالسوق المصري بحاجة إلى هذه الإمدادات، وذلك للتغلب على الفجوة التي تتولد مع ذروة الاستهلاك خلال شهور الصيف، والتي تعاني منها مصر عادة.

وذكر أن مرور الغاز الطبيعي المنتج بالدول المجاورة إلى مصر يحقق لها ميزة كبيرة بإمكانية إمداد مصر بالكميات التي قد تحتاجها مصر بأسعار معقولة، وبدون تكاليف منصات إعادة التغييز وخلافه.

ويدعم تطوير الحقل حوض الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط الذي جذب استثمارات ضخمة في السنوات القليلة الماضية، خاصة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا مع سعي أوروبا للعثور على بديل للوقود الأحفوري الروسي، بحسب شبكة بلومبرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى