مقالات

هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه

جدول ال

هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه؟ فكما هو معروف، فإن الطفل الصغير الذي يموت بعمر صغيرة يشفع لوالديه، كذلك تثاب المرأة وتؤجر إذا توفيت أثناء ولدتها بل تعتبر شهيدة، فهل سقوط الطفل في عمر الشهرين يجعله يشفع لأهله وأمه، هذا سوف يكون موضوع مقالنا في موقع في السطور القليلة القادمة.

هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه

هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه؟ السقط في الشهر الثاني لا يعتبر طفلاً مكتمل النمو، كذلك فإن الروح لا تكون قد نُفخت فيه، لذا لا يشفع السقط في عمر الشهرين لوالديه لأنه ليس إنسانًا مكتمل إنما قطعة من اللحم ليس فيه روح، فقبل الأربعة أشهر يكون جمادًا ليس فيه روح ولا حياة، فلا تثبت له أحكام الأطفال الصغار والأولاد، وقد ورد دليل ذلك ونفخ الروح في الطفل بعد الأربعة أشهر في حديث عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ ، ويُقالُ له : اكتبْ عملَه ، ورزقَه ، وأجلَه ، وشقيٌّ أو سعيدٌ ؛ ثم يُنفخُ فيه الروحَ)[1].[2]

شاهد أيضًا: تجربتي مع الاجهاض في الشهر الثاني

شفاعة السقط لوالديه

اختلف العلماء في شفاعة السقط بعد الشهرين لوالديه أم لا، فمنهم من قال إنه يأتي شفيعًا لوالديه، واستدلوا بذلك على عدد من الأحاديث، ومنها حديث معاذ بن جبل قال: (إنَّ السِّقطَ لَيَجُرُّ أُمَّه بسَرَرِه إلى الجنَّةِ إذا احتسَبَتْه)[3]، ومن العلماء والمفسرين من ضعّف هذا الحديث،  ومنهم من قال أن الأحاديث في السقط هي أحاديث غير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يؤخذ بها، وقال بعض العلماء: بأنه يستأنس ببعض الروايات عن البخاري عن الحسن أنه قال: ’’اللهم اجعل هذا السقط حرزًا وأجرًا لنا‘‘، لذا يُرجى أن يشفع الطفل بهذا العمر لوالديه إذا صُلي عليه، وغُسل، وكفّن، وعُقّ عنه.[4]

شاهد أيضًا: زكاة الفطر على الجنين الذي نفخ فيه الروح

حكم السقط في الشهر السابع

الجنين قبل بلوغه الأربعة أشهر له عدد من الأحكام الخاصة ومنها: أنه لا يُسمّى، ولا يُعقّ عنه، ولا تنطبق عليه أحكام السقط المكتمل النمو والمتشكّل على هيئة إنسان، لأنه قبل الأربعة أشهر هو عبارة عن قطعة من اللحم التي ليس فيها روح ولا حياة، والصلاة على الجنين الذي يسقط تكون بعد أن تُنفخ فيه الروح، أي بعد الأشهر الأربعة الأولى، لأنه يكون بني آدم فيه روح، وإذا كمات الجنين في الشهر الرابع، أو في الشهر الثالث هو لا يكون خلقة كاملة فليس له رأس ولا أيدي ولا أرجل، ويكون عبارة عن قطعة من اللحم، والأم في هذه الحالة لا تصلي، ولا تصوم ويكون مدة نفاسها أربعين يومًا أو أقل، وإذا طهرت قبل الأربعين تصوم وتصلي كالمعتاد.[5]

حديث من مات جنينها في أحشائها

حديث من مات جنينها في أحشائها ليس له أصل، وقد وردت عدد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي تختص بسقوط الجنين ومنها الحديث الموضوع: (السَّقْطُ يُثَقِّلُ اللهُ بهِ الميزانَ، ويكونُ شافعًا لأبويهِ يومَ القيامةِ)، فهذا حديث موضوع عن السقط، ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك أحاديث صحيحة تختص بالسقط وأحكامه، وفي الواقع أن الجنين إذا نفخ فيه الروح وذلك يكون بعد تمام الأربعة أشهر منذ بداية حمل المرأة، ومات بعد الأربعة أشهر فهو إنسان، وسيبعثه الله تعالى يوم القيامة، وأنه يشفع لأمه ويكون مكتمل النمو ويُدفن ويُصلّى عليه.[1]

هل الإجهاض ابتلاء

اجهاض الأم لجنينها هو ابتلاء من الله تعالى لعباده، فمتى صبرت المرأة واحتسبت أمرها عند الله تعالى أثابها الله تعالى في مصيبتها وعوّضها بأحسن منها، ولا يعتبر الإجهاض للمرأة هو عقوبة لها، فيجب أن تقابل المرأة مصيبة سقوط الجنين بالصبر واحتسابه عند الله تعالى، وأن لا تجزع وتحتسبه عند الله تعالى، بل إن سقوط الجنين في أشهر متقدّمة هو بشارة خير للوالدين، لأنه إذا سقط بعد عمر الأربعة أشهر، فإنه يعتبر طفلاً مكتمل النمو، لذا فإنه يشفع لأهله يوم القيامة، وكل ما يصاب به العبد في الحياة الدنيا هو خير وأجر له وتخفيف عنه، فالإنسان معرّض للابتلاءات في كل يوم من حياته، وما عليه سوى الصبر والتزام الحمد، وشكر الله تعالى حتى يعوّضه خيرًا مما أصابه، فما نراه نقمة من النقم هو نعمة عند الله تعالى يُقدّرها بقدره.[6]

أجر الأم التي تفقد جنينها

فإن فقد الولد، سواءً كان جنينًا مكتمل النمو أو غير مكتمل النمو هو من المصائب والابتلاءات الصعبة، وعلى الوالدين والأم بالذات أن تصبر وتحتسب أمرها عند الله تعالى، وأن لا تحزن ولا تجزع لأمر  ربها، بل تُكثر من الحمد والشكر والدعاء لله تعالى بأن يجعله شفيعًا لهما يوم القيامة، فمن مات لها ولد، وصبر، واحتسبت أجرها عند الله تعالى، فإن الله يبني لها بيتًا من الجنة ويسميه ببيت الحمد، وفي الجنة باب مخصص لأولئك الأشخاص الذين فقدوا فلذات أكبادهم، واستجل العلماء على ذلك من حديث أبي موسى الأشعري قال: (إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي، فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ حمِدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ)[7].[8]

في نهاية مقالنا تعرفنا على هل السقط في الشهر الثاني يشفع لوالديه حيث بيّنا الحكم الشرعي لهذا الأمر، وتعرفنا على شفاعة السقط لوالديه، وحكم السقط في الشهر السابع، وحديث من مات جنينها في أحشائها، كذلك تعرفنا على هل الإجهاض ابتلاء حيث بيّنا إن كان ابتلاء أم لا.

المراجع

  1. ^صحيح الجامع , عبدالله بن مسعود ، الألباني، صحيح الجامع ،1543 ،صحيح
  2. ^islamqa.info , سقط له شهران ونصف هل يشفع في والديه ؟ وهل الوحم يؤثر على جلد الوليد ؟ , 07/10/2022
  3. ^تخريج المسند لشعيب , معاذ بن جبل ، شعيب الأرناؤوط ،تخريج المسند لشعيب ، 22090، صحيح
  4. ^islamweb.net , الأحكام المتعلقة بالجنين إذا خرج ميتاً , 07/10/2022
  5. ^binbaz.org.sa , من أحكام السقط , 07/10/2022
  6. ^islamweb.net , الإجهاض هل هو عقوبة، وهل السقط يشفع لأبويه؟ , 07/10/2022
  7. ^صحيح الترمذي , أبو موسى الأشعري ، الألباني ، صحيح الترمذي ، 1021 ، حسن
  8. ^islamweb.net , ثواب الإجهاضات المتكررة , 07/10/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى