اقتصاد

هل يستثمر الأفراد في الذهب حالياً؟ رئيس تارجت للاستثمار يجيب

قال رئيس تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، إن التخوف من مخاطر التضخم أحد الأسباب الحركة العنيفة في ارتفاع أسعار الذهب، مع زيادة التدفقات لصناديق الاستثمار المتداولة للذهب بصافي 11.7 مليار دولار في مارس الماضي، وارتفاع حيازتها من الذهب، وقابل ذلك مبيعات البنوك المركزية للذهب مسجلة صافي نحو 6 أطنان الشهر الماضي، حيث باعت أوزبكستان نحو 22 طنا، وكازاخستان 5 أطنان، بينما تشتري تركيا الذهب بعنف، بلغ 25 طنا الشهر الماضي.

وأضافت نور الدين محمد في مقابلة مع “العربية”، اليوم الاثنين، أن كل تلك الطلبات في السوق والعنف في الشراء سيؤدي إلى زيادة أكثر في الأسعار، لا سيما مع الدخول لمواسم أعياد المسلمين والمسيحيين وزيادة الطلب على الذهب.

وأوضح أن كسر الأونصة لسعر 2060 دولارا يؤهلها لمستويات أعلى عند 2150 دولارا و2200 دولار.

وقال رئيس تارجت للاستثمار، إنه لا يرى أن العملات الرقمية قادرة على سحب البساط من الذهب وتصبح مخزنا للقيمة بدلاً منه، موضحاً أن أكبر العملات الرقمية وهي البيتكوين هبطت إلى 38 ألف دولار من سعر 60 ألف دولار ولا تستطيع حالياً كسر مستوى 45 ألف دولار لأعلى.

وأضاف نور الدين محمد، أن المشكلة الحقيقية أمام الذهب ووصوله لمستويات قياسية تتعدى 2500 دولار هو ضعف القوى الشرائية لدى الأفراد لأن مستويات الدخل أصبحت منخفضة ويبحث الأفراد عن الاحتياجات الأساسية أولاً، بينما الجزء المخصص للاستثمار أصبح قليل جدا وهو ما خفف الضغط على الذهب.

وقال رئيس تارجت إن البنوك المركزية غير نهمة تجاه شراء الذهب حالياً لأنها تأخذ سياسات تشددية سواء في أميركا وأوروبا والشرق الأوسط والهند وهو ما قد يخفض الذهب ولا يزيدها، وعلى سبيل المثال دولة مثل كازاخستان إحدى الدول المنتجة، حالياً تشتري وتبيع ولديها إدارة نشطة لمخزون الذهب لتوفير أكبر قدر من المبالغ.

بشأن الاستثمار في الذهب، قال نور الدين محمد، إنه لا يرجح استثمار الأفراد في الذهب على المدى القصير، ولا بد أن يكون الفرد مستثمراً على المدى الطويل على مدار 5 سنوات أو 10 سنوات للحصول على عائد مناسب، والذهب حالياً أداة للتحوط وليست للاستثمار على المستوى القصير لأن السوق به اضطرابات كثيرة ولا يعرف مستقبله.

وأضاف أن لا يرجح شراء وثائق صناديق الاستثمار المتداولة للذهب لأن تحركاتها عنيفة جداً، ووصلت كمية المخزون الذهبي للصناديق المتداولة لأعلى مستوى لها بنهاية الربع الأول من العام الحالي، وذلك منذ الربع الثالث 2020، وبمجرد وقف الحرب وهو أمر غير متوقع فإن كل ذلك سيباع وبالتالي ستهبط أسعار الوثائق.

وأوضح أن الأفضل للأفراد هو شرء سبائك ذهبية بدلاً من المشغولات بسبب تكلفة الصناعة.

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في خمسة أسابيع فوق مستوى 1990 للأونصة.

يأتي ذلك على وقع الحرب الروسية – الأوكرانية، وارتفاع التضخم، وخطر حدوث ركود في الولايات المتحدة على خلفية رفع الفائدة بشكل متسارع من قِبل الفيدرالي لكبح معدلات التضخم.

يُشار إلى أن توقعات البنوك الاستثمارية بحدوث ركود اقتصادي في أميركا بنسبة تتجاوز الـ 30% خلال العامين المقبلين قد دعم أيضا الطلب على المعدن الأصفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى