مقالات

سافر زوجها بدون رضاها وتطلب رجوعه.. وأستاذ بالأزهر يوضح حكم الشرع (خاص)


03:39 م


الأحد 15 مايو 2022

كتبت – آمال سامي:

يقدم مصراوي خدمة “فتاوى النساء” لقرائه، وهي خدمة تتيح للنساء أن يطرحن أسئلتهن الخاصة واستفساراتهن الشرعية بشكل سري عبر الرابط التالي: اضغط هنا

وقد تلقى مصراوي عبر الرابط سؤالًا تقول فيه السائلة: “ما حكم الدين في غياب الزوج في السفر بدون رضا الزوجة وطلبها رجوعه؟”

أجاب على هذا السؤال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، قائلًا إن من الحقوق بين الزوجين حق الإعفاف، بمعنى أنه على الرجل أن يعف زوجته وأن يستمتع بها وكذلك يجب على المرأة أن تعف زوجها، فإن لم يحدث ذلك فإن العلاقة الزوجية غالبًا ما تكون في مهب الريح، حسب تعبيره، مؤكدًا أن على ذلك قد نص فقهاء المسلمين، ولهم على ذلك أدلة، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا جامعَ أحدُكم أهلَهُ فليَصْدُقْها ثم إذا قضَى حاجتَهُ قبلَ أن تُقضَى حاجتُها فلا يُعْجِلْهَا حتى تَقضِيَ حاجتَها”، ومعنى ذلك أنه يجب أن يكون هناك توافق في العلاقة بين الزوجين في الجماع.

وأضاف مرزوق أنه يتفرع عن ذلك حديث الفقهاء عن المدة التي على الزوج أن يجامع زوجته فيها حتى لا يكون عاصيًا لله عز وجل، فقالوا يستحب للإنسان أن يكثر من الجماع ليعف نفسه ويعف زوجته، ولكن اختلفوا في مسألة المدة، فقال ابن حزم أنه فرض على الرجل أن يجامع امرأته مرة في كل طهر إن قدر على ذلك وإلا فهو عاص لله عز وجل، والقول الثاني قدره بعضهم بأربعة أشهر وهو في حق من كان عنده مرض أو مانع، ثم يكون بعد ذلك على مدة السفر، فقال الفقهاء أنه إذا سافر الرجل عن امرأته فإن لم يكن له عذر يمنعه من الرجوع فإن الإمام أحمد حدد ذلك بستة أشهر، أي لا يغيب عن زوجته أكثر من تلك المدة، فقال ابن حنبل أنه لا يصح للرجل أن يغيب عن زوجته أكثر من ستة أشهر، فإن فعل يكتب إليه بأن يرجع فإن أبى فللحاكم أن يفرق بينهما، ويقوم مقامه الآن القاضي.

وروى مرزوق قصة عمر بن الخطاب مع إحدى النساء حين عرف أن زوجها غائب عنها مسافر للجهاد في سبيل الله، فسأل عنها وعرفها فإذا به يسأل كم تصبر الزوجة على زوجها إذا سافر، فقيل له، أربعة أو خمسة أو ستة أشهر، فقرر ألا يغيب إنسان في الغزو أو الجهاد أكثر من ستة أشهر، وقال مرزوق أنه بناء على ما سبق ففي واقعة السؤال على الزوجة أن تنتظر على زوجها ستة أشهر مادام مسافرًا يطلب الرزق، ولها أن تصبر أكثر من ذلك وأن تحتسب لاسيما وأن الخير يعود عليها وعلى أبنائها من ذلك الزوج، ولكن إن كانت لا تستطيع الصبر فلها أن تقيم دعوى طلاق بعد ستة أشهر ولكن عليها أن تعلمه قبل أن تفعل ذلك، مؤكدًا أن ذلك حل وعلاج لهذه المشكلة من جذورها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى