اخبار

طفلة طرابلس أبكت لبنان.. ووالدها “الله يصطفل فيهم”

تحت أنقاض مبنى متصدّع في منطقة ضهر المغر في مدينة طرابلس شمال لبنان، أخرج خالد ديكو طفلته جومانة، ابنة الخمس سنوات جثة هامدة، بعدما وقع عليها سقف البيت الذي كان يأويه معها ومع زوجته وابنه البكر.

فعصر الأحد الفائت، انقلبت حياة خالد (32 عاماً) رأساً على عقب بعدما فقد طفلته نتيجة سقوط المبنى، الذي كان يأويه وعائلته وإصابة زوجته بكسور نُقلت على إثرها إلى المستشفى.

كل شيء كان هادئاً

ففي حديث لـ”العربية.نت” روى الأب المفجوع ما حصل عصر الأحد، قائلا “كل شيء كان هادئاً. تركت زوجتي وابنتي جومانة في المنزل وخرجت برفقة ابني، وما هي إلا دقائق قليلة حتى انهار المبنى المؤلّف من أربعة طوابق، فهرع شبّان الحارة لمساعدتنا على إخراجهما من تحت الأنقاض”.

أكثر من ساعة وفرق الإنقاذ بالتعاون مع أهالي المنطقة كانوا يبحثون عن الطفلة ووالدتها تحت الأنقاض، قبل أن يتمكنوا من انتشال جثة جومانة ووالدتها تحت أعين الوالد والزوج.

وبغصّة قال خالد ديكو “ما ذنب جومانة ليحلّ بها كل هذا؟ “كانت شاطرة بالمدرسة وتحب الدراسة. الحمدلله على كل شي صار معنا. هيدي حكمة ربّنا وما فينا نعمل شي”.

وإذا كان الأب لا يستوعب حتى الآن ما حلّ به وبعائلته كما يقول، فإن الوالدة التي لا تزال في المستشفى تتلقى العلاج، رافضة تصديق ما حلّ بفلذة كبدها.

جومانة

أبلغنا البلدية

وتعليقاً على وضع الأم، أوضح خالد أنه حاول في البداية عدم إخبارها، خوفاً على تدهور حالتها الصحية إلا أنها أصرّت على معرفة الحقيقة. وحين أخبرها انهارت باكية.

إلى ذلك، أكد ديكو أنهم لم يتوقعوا سقوط المبنى رغم تصدّعه، لكنهم مع ذلك أبلغوا بلدية طرابلس بضرورة ترميمه، لكنها لم تفعل شيئا.

الله يصطفل فيهم

ورداً على سؤال عن المسؤول عن المأساة التي حلّت به، قال خالد جازماً “نحن في لبنان. لا محاسبة للمسؤولين من أعلى الهرم حتى أسفله. لا يخافون الله وهمّهم مصلحتهم. منذ أيام توفيت طفلة على أبواب أحد المستشفيات في الشمال بسبب عدم قدرة أهلها على دفع تكاليف علاجها. ماذا يُمكن أن نقول بعد كل ما حصل ويحصل؟ الله يصطفل فيهم”.

أثرياء لبنان

ومنذ أشهر يُعاني المبنى من تصدّعات كبيرة شأنه شأن مبانٍ أخرى موجودة في منطقة ضهر المغر التي تسكنها غالبية من سكان طرابلس الأكثر فقراً.

وتُصنّف طرابلس بأنها الأفقر في حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر.

في حين يتصدر زعماء لبنانيون يتحدرون من المدينة، قائمة الأثرياء في لبنان والمنطقة، بينهم الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الذي أُدرج منذ سنوات مع شقيقه على قائمة أثرياء العالم.

ويُحمّل الطرابلسيون على القيادات السياسية في المدينة، عدم التفاتهم لمشاكلهم ومطالبهم بضرورة إنعاش عاصمة الشمال اقتصاديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى