مقالات

“حلال أم حرام”.. حكم إلزام الزوج زوجته بالحجاب؟


05:45 م


الثلاثاء 14 نوفمبر 2023

كتب-محمد قادوس:

حكم إلزام الزوج زوجته بالحجاب؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، والذي قال في رده أن إلزام الزوج زوجته بالحجاب هو واجب شرعا، ولكن يلزمها بالحسنى، ويجب عليها طاعته في ذلك، ولا يجوز التقصير في أمرها بالحجاب؛ لأن ذلك تفريط في المسؤولية المنوطة بهذا الزوج، مستشهداً في ذلك بقول الله-تعالى-” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا “.

فانظروا يرحمكم الله إلى فعل الأمر من قوله:”قوا”، فالله عز وجل يأمرنا أن نقي أنفسنا وأهلينا من النار، والله عز وجل يقول أيضا:” وقفوهم إنهم مسؤولون”.

وأشار الداعية إلى الزوج وقال أنت مسؤول عن أهل بيتك، وأنتِ أيتها المرأة مسؤولة أيضا عنهم، لكن القوامة التي فُضل بها الزوج تعطيه الحق أن يلزمك بارتداء الحجاب، ولكن بالحسنى بلا ضرب أو سب أو شتم أو معاملة مهينة، فالإسلام كرمك وأعلى من شأنك، ولا يجوز لأحد أن يهين المرأة.

وأضاف علي في رده لمصراوي: الزوج أيضا يجب أن يكون قدوة لكِ ومثالا يُحتذى به في المعاملة بالحسنى لأهل بيته.

وأوضح الداعية على الأدلة وقال أن فرضية الحجاب كثيرة من الكتاب والسنة وقد أجمعت الأمة على ذلك،فمنها:

قوله تعالى: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )

[الأحزاب:59]..وهذه الآية كافية لقوم يعقلون.

فالواجب عليك أيها الزوج -من باب قوله صلى الله عليه وسلم:” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” إلزامها بالحجاب الشرعي فإن ذلك من القوامة التي جعلها الله لك، وإذا أصرت على ذلك ولم تتمكن من إلزامها بالحجاب، فعاقبها بالحسنى بأن تمتنع عن إتيانها في الفراش، وإذا طلبت منك شيئا تشتريه لها فلا تجبها إلى ذلك، وغير ذلك من الأمور التي قد تؤثر عليها فتعود إلى ربها وتلتزم بحجابها، وتكون أنت معذور بين يدي ربك عند السؤال.

ونصح علي الزوج بأن لا ينسَ قبل كل هذا أن تسلك معها طريق الحكمة والإصلاح بكل وسيلة، واجتهد في إعانتها على تقوية صلتها بربها بمصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة، والاجتماع على الذكر وتلاوة القرآن ونحو ذلك مع الإلحاح في الدعاء لها بالهداية، فإن الله قريب مجيب ولك في ذلك الأجر العظيم، فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. متفق عليه.

فإن أصرت على عدم ارتداء الحجاب فالخيار لك، في البقاء معها أو فراقها، وقدر المصالح والمفاسد في ذلك، وإن رأيت أن طلاقها سيترتب عليه ضياع البيت والأولاد وفساد الزوجة فأمسك عليك زوجتك واصبر عليها عسى الله أن يهديها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى