اخبار

يتمنى لو أغمض عينيه

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة البريكس التي انعقدت في مدينة جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا ، ولكنه ألقى كلمة من خلال الڤيديو كونفرانس ، وكانت الحرب الروسية الأوكرانية هي موضوع الكلمة .

المجموعة تضم خمس دول هي الصين ، والهند ، وروسيا ، والبرازيل ، ثم جنوب أفريقيا ، وليست كلمة البريكس بالإنجليزية سوى الحروف الخمسة الأولى من أسماء الدول الخمس . . فالباء في كلمة بريكس تشير إلى البرازيل ، والراء إلى روسيا ، والياء إلى الهند ، والكاف إلى الصين ،والسين إلى جنوب أفريقيا .

وقد رافق انعقاد قمة هذه السنة في ٢٢ أغسطس كلام كثير حول موضوعين ، أحدهما مدى قدرة دول المجموعة اقتصادياً على كسر هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم ، والثاني مدى قدرة المجموعة أيضاً على قبول أعضاء جدد من الدول ، التي أبدت رغبتها في الانضمام وتقدمت بطلبات انضمام بالفعل .

أما فيما يخص الموضوع الثاني فلقد تقرر قبول مصر ، والسعودية ، والامارات ، وايران ، وأثيوبيا ، والأرجنتين ، وأما الموضوع الأول فهو سابق لأوانه بطبيعته ، وإذا كانت المجموعة تريد إحداث توازن في العالم ، وإذا كانت ترى نفسها قوة اقتصادية قادرة على إحداث هذا التوازن في مواجهة الاقتصاد الأمريكي والغربي عموماً ، فهذا أمر يحتاج إلى فسحة من الوقت ليتحقق ولن نراه متحققاً في صباح الغد .

وإلى أن تتبلور الصورة في هذا الملف ، يظل ملف الحرب الروسية الأوكرانية هو الملف الأعلى صوتاً ، وهو الذي يحتاج الى حل سريع ، لأن تداعياته لا تتوقف عند حدود الدولتين المتحاربتين وحدهما ، وإنما تمتد كما نرى الى كل دولة في أنحاء الأرض ، ولو قلنا أن تداعياتها واصلة إلى كل بيت فلن يكون في الأمر أي مبالغة .

وفي كلمته أمام القمة قال بوتين إن بلاده تريد إنهاء الحرب التي أشعل الغرب فتيلها ، وإن روسيا دخلتها على سبيل رد الفعل في مواجهة الأفعال الغربية ، وأن موسكو سترأس مجموعة بريكس خلال دورتها الجديدة ، وستعمل على تعزيز دورها في العالم ، وستدعو إلى قمة لها في مدينة كازان الروسية في أكتوبر من السنة المقبلة .

ومعنى كلامه أنه يبحث عن طريقة يخرج بها من الحرب ، وأنه مستعد للتجاوب في هذا الإتجاه ، ولكنه لا يصادف تجاوباً في المقابل من جانب الولايات المتحدة وأوربا وحلفائهما .

والمتابع للحرب منذ بدايتها في ٢٤ فبراير قبل الماضي يستطيع أن يرى أن بوتين على صواب فيما يقوله في هذه النقطة بالذات ، لأنه ما أكثر مبادرات التسوية التي أطلقتها أطراف دولية كثيرة ، وما أقل التجاوب معها من جانب الغرب في العموم .

ومن حديث الرئيس الروسي تشعر أنه يواجه مشكلة ، وأن الغرب استدرجه إلى شيء لم يكن يتوقعه ، وأنه يتمنى لو أغمض عينيه ثم فتحهما ليجد هذه الحرب وقد وضعت أوزارها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى