اخبار

استطلاع رأي يكشف حيرة الفرنسيين في اختيار ساكن الإليزيه الجديد

سجّلت مؤسسات بحثية ومراكز استطلاع رأي فرنسية ظاهرة ملفتة، مع استعداد نحو 47 مليون فرنسي مسجلين على قوائم التصويت، لانتخاب الرئيس في العاشر من شهر أبريل.

هذه الظاهرة تتعلق بالتقلب الذي أظهره الناخبون المتوقعون، حيث شهدت الفترة الأخيرة تغيير أكثر من نصف الفرنسيين رأيهم مرة واحدة على الأقل، بحيث أنهم انتقلوا من مرشح لآخر، أو قرروا التصويت ثم الامتناع عن التصويت، وفق ما تشير مؤسسة جان جوريس البحثية.

ظاهرة التقلب

وبينما ترجّح أرقام استطلاعات الرأي أن نسبة الإقبال في هذه الانتخابات ستتعدى نظيرتها في انتخابات عام 2017، إلا أن هذه المسألة ما تزال من أكبر الأمور المجهولة مع ظاهرة التقلب التي تشهدها الانتخابات الحالية، حيث أبدى عدد كبير من المستطلع آراؤهم حالة من انعدام الثقة والابتعاد عن السياسة، خصوصاً في ظل الجدل القائم حول القدرة الشرائية، والسياق الصحي الذي سببته أزمة “كوفيد-19″، وأخيراً الحرب في أوكرانيا، التي قفزت فجأة وأصبحت ثاني المواضيع في اهتمامات الناخب الفرنسي.

نسب امتناع قياسية

ذلك القلق نابع من نسبة الامتناع عن التصويت التي سجلت في الدورة الأولى من انتخابات عام 2017، حيث تجاوزت 22 في المئة، بما تجاوز 10 ملايين صوت ونصف، ثم تلاها نسب امتناع قياسية عن المشاركة في الانتخابات البلدية والإقليمية والتشريعية.

ومن المعروف في فرنسا أن الطبقة العاملة، أو المناطق الشعبية، تعد قواعد انتخابية وازنة بالنسبة للمرشحين، لدرجة أن البعض يقول إن “الناخبين الأكثر أهمية هم الأكثر تواضعاً”؛ هذه القواعد الانتخابية لن تصوت بمعظمها إلى مرشحي أقصى اليمين مارين لوبان، واليمين المتطرف أريك زيمور، فيما سينال مرشح حزب “فرنسا المتمردة” من اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون نسبة كبيرة من هذه الأصوات، والبقية سيتقاسمها بقية المرشحين.

علاوة على ذلك، تفتقد هذه الانتخابات إلى المرشحين الأقوياء من قطبي السياسة التقليديين في فرنسا، الحزب الجمهوري والحزب الاشتراكي، إذ رشّح الجمهوريون رئيسة إقليم “ايل دو فرانس” فاليري بيكريس لخوض هذه الانتخابات، فيما رشّح الحزب الاشتراكي عمدة مدينة باريس آن هيدالغو.

المرشحتان تحققان أرقاماً متواضعة في استطلاعات الرأي، مع أفضلية لبيكريس التي تحل خامساً مقابل هيدالغو في المرتبة التاسعة من بين المرشحين الـ12. وإذا ما كانت حظوظ هيدالغو شبه منعدمة لمنافسة الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية في 24 أبريل، تواجه بيكريس عراقيل كثيرة قد تمنعها كذلك من أن تكون في مواجهته، خصوصاً وأن الرئيس الأسبق، الجمهوري البارز، نيكولا ساركوزي ما يزال يلتزم الصمت حيال ترشحها، ولم يعلن دعمها حتى الآن، مع انتشار أقاويل كثيرة عن عدم اقتناعه بأدائها.

بناء على ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى سيناريو غير محسوم حتى الآن بالنسبة إلى الرئيس المرشح، وهي مواجهة قد تكون أصعب من الانتخابات الماضية نظراً لاستمرار تقلص الفارق بين المرشحين (ماكرون 26%، لوبان 21%)، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من ناخبي اليمين المتطرف قد يلتفون خلف لوبان بمجرد خسارة مرشحهم أريك زيمور في الدورة الأولى. وهو ما ألمح إليه ماكرون في تجمعه الانتخابي الوحيد في الثاني من شهر أبريل، عندما دعا أنصاره إلى عدم الانقياد وراء التحليلات التي تقول إن الانتخابات حسمت سلفاً لصالحه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى