مقالات

حكم زواج المسلمة من مسيحي

حكم زواج المسلمة من مسيحي هو من الأحكام المهمة التي يجب معرفتها وعدم التهاون بها أبدًا، وقد بيّن الله تعالى حكم زواج المسلمة من غير دينانتها وما يترتب عليه من مفاسد ومخاطر على دينها وعقيدتها، فما هو حكم زواج المسلمة من شخص مسيحي هل جائز أم حرام؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي.

حكم زواج المسلمة من مسيحي

فإن زواج المسيحي من امرأة مسلمة هو زواج باطل، فقد أمر الله تعالى عباده أن لا ينكحوا المشركين حتى يؤمنوا، فلا يجوز زواج النصراني والكافر من المسلمة بأي حالٍ من الأحوال، وإذا تزوّج المسيحي من امرأة مسلمة، فزواجهما باطل، وأولادهما يعتبرون أولاد زنا، ويُلحقون بأمهم، ولا يلحقون بأبيهم في النسب، إلا إذا تزوّج المسيحي من مسلمة عن جهل وعدم دراية في الحكم وكذلك كانت هي جاهلة لا تدري بالحكم، فإن الأطفال في هذه الحالة يُنسبون إليه بسبب جهله وعدم معرفته لحكم نكاح المسيحي من مسلمة، وفالنكاح باطلاً على كل حال، ويُنسب الأولاد لأبيهم لجهلهم بالحكم، لأنه زواج شبهة، وفي حال كان الإثنثن الزوج الزوجة يعرفان حكم الإسلام في زواج المسيحي من مسلمة، ولكنهم تساهلوا ولم يُبالوا في الأمر، فيُنسب الأولاد لأمهم لأنهم أولاد زنا، ويؤدب الأب ويقام عليه الحدّ الشرعي.[1]

شاهد أيضًا: حديث الرسول عن الزواج والنسب

حكم زواج المسلمة من غير المسلم

لقد أجمع علماء الأمة على أنه لا يجوز للمسلمة الزواج من كافر، كتابيًا كان أم من غيره مهما كانت ديانته، قال تعالى: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[2]، فلا يزوّج كافر إلى مسلمة بأي حال من الأحوال، فالكافر ليس له ولاية على المسلمة، وذلك بإجماع أهل العلم منهم مالك والشافعي وأصحاب الرأي وغيرهم، وكون النصراني يعتقد أن عيسى ليس ابن الله لا يجعله مسلمًا، بل لا يكون مسلمًا إلا إذا نطق بالشهادتين، بنية الدخول في الإسلام مع الإقرار بمقتضاها والعمل به، وما لم يفعل ذلك فهو كافر غير مسلم، ولا يجوز زواج المسلمة منه بحال.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الزواج من يهودية

لماذا لا يجوز تزويج المسلمة للكتابي ويجوز العكس

لأن الإسلام هو آخر دين نزل من عند الله تعالى، ولذلك نسخ كل دين سواه، ومعلوم أن الزوج له القوامة على زوجته، ومقامة من الأسرة أعلى من مقام زوجته، وربما كان هذا العلو دافعًا له لإكراه زوجته على ترك دينها واتباع دينه، أو التأثير فيها لأجل ذلك، وهو ما لا يرضاه الإسلام، وسوف يكون ذلك العلو الذي للزوج سببًا، في اتباع أبناء هذه المرأة لأبيهم على دينه، وهي جناية عظيمة على تلك الذرية أن تنشأ ولم تهتدي إلى دين الله تعالى، وهذه الحكمة العظيمة قد ذكرها ربنا وتعالى في سياق تحريم تزويج المسلمات لغير المسلمين، ثم إن الكتابية حين تتزوج بمسلم، تتزوج برجل يؤمن بنبيها، بل وبسائر أنبياء الله، ولا يكون مسلمًا إلا بهذا، ولا يحل له أن يفرق بين أحد منهم، في حين أن الكتابي من اليهودي أو النصراني، لا يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه خاتم الأنبياء، وحتى وإن كان مباح زواج المسلم بالكتابية فإنه مستثقل مذموم.[4]

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة للزواج من شخص معين

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم زواج المسلمة من مسيحي زواج باطل، فقد أمر الله تعالى عباده أن لا ينكحوا المشركين حتى يؤمنوا، فلا يجوز زواج النصراني والكافر من المسلمة بأي حالٍ من الأحوال، وتعرفنا على زواج المسلمة من غير المسلم، ولماذا لا يجوز تزويج المسلمة للكتابي ويجوز العكس.

المراجع

  1. ^
    binbaz.org.sa , حكم زواج النصراني بالمسلمة وحكم أولادهما , 20/07/2022
  2. ^
    islamweb.net , تحريم زواج المسلمة من غير المسلم مطلقاً , 20/07/2022
  3. ^
    islamqa.info , لم لا يجوز تزوج المسلمة بالكتابي ويجوز العكس ؟ , 20/07/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى