اقتصاد

كيف يؤثر رفع الفائدة على قرضك العقاري؟

ترتفع تكلفة الاقتراض بشكل مستمر منذ بداية العام، مع تسابق البنوك المركزية لرفع الفائدة، حيث رفع الفيدرالي الأميركي الفائدة 3 مرات هذا العام لتصل الزيادة إلى 1.5% منذ مارس، في محاولة لكبح جماح التضخم وارتفاع الأسعار، ولا تبدو أي بوادر في الأفق بأن هذه الزيادات ستتوقف.

في الإمارات، تلقى العديد من أصحاب قروض الرهن العقاري مكالمات من البنوك المحلية تخبرهم برفع الفائدة على قروضهم فور قيام الفيدرالي برفع الفائدة في أميركا.

ويعتبر هذا طبيعياً كون الدرهم كالريال السعودي والدينار البحريني وغيره من عملات المنطقة مرتبطا بالدولار بسعر صرف ثابت ومن المنتظر أن يستمر الفيدرالي في رفع الفائدة خلال العام الحالي بما قد يصل إلى 200 نقطة أساس أخرى، أو 2% حتى نهاية العام.

ولذلك إذا كنت تدفع فائدة بنحو 3% وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة بنسبة 2% بحلول ديسمبر، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدل الفائدة على الرهن العقاري الخاص بك إلى 5% بحلول نهاية العام.

لكن رغم ذلك، يبدو أن نمو السوق العقاري في دبي سيستمر نوعاً ما، فخلال الأشهر الخمسة الأولى من عامنا الحالي، سجلت نسبة 18% فقط من قيمة الصفقات في القطاع السكني، تم تمويلها عبر القروض العقارية، مقارنة بـ 40% العام الماضي وبلغ حجمُ الإقراض حتى نهاية شهر مايو نحو 38 مليار درهم.

بحسب نايت فرانك فإن هناك تدفقا لرؤوس أموال ضخمة، وتتجه لشراء العقارات الفاخرة نقداً.

وتشير توقعات نايت فرانك إلى استمرار النمو في سوق الفلل بوتيرة أكبر من باقي العقارات.

وفي العام الماضي، شهد السوق السكني زيادة في الأسعار بنحو 11%، وتتوقع نايت فرانك أن ترتفع أسعار السوق السكني 5 إلى 7% للعام الحالي مقابل زيادة بنسبة 12- 15% بالنسبة لسوق العقارات السكنية الفاخرة في دبي، بالمقابل ارتفعت إيجارات الوحدات السكنية في دبي بأسرع معدل منذ أواخر عام 2014 بحسب CBRE بسبب ارتفاع الطلب مرة أخرى.

وخلال العاميين الماضيين، أصبحت تكلفة قسط الرهن العقاري تقريباً متساوية مع الإيجار الشهري، لذا ارتفع الطلب على الشراء عبر القروض وتراجع الطلب على خيار الإيجار.

من جانبه، قال رئيس قسم الدراسات العقارية في فاليوسترات حيدر طعيمة، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الأربعاء، إن نسبة تعاملات الرهون العقارية في المنطقة حسب تقديراتنا تراوحت بين 25% إلى 30% خلال 10 سنوات ماضية، مقارنة بنسبة 75% إلى 80% في أميركا وأوروبا.

وأضاف أن السوق العقاري حالياً يمر في دورة عقارية جديدة بدأت في 2020 عندما وصلت الأسعار لأدنى مستوى وقت جائحة كورونا ثم بدأت الأسعار في الارتفاع للوصول إلى مستوياتها في 2014.

وأوضح سعر الشقق السكنية في دبي لا يزال أقل بنسبة 38% تحت مستوياتها في 2014 وكذلك الفلل بنسبة 14%، ولا تزال أسعار العقارات ترتفع لكن بوتيرة أبطأ.

وقال إن ارتفاع أسعار الفائدة سيكون له تأثير طفيف على الطلب على القروض العقارية، لأن أسعار العقارات لم تصل لمستويات 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى