اخبار

ظهرت في أشهر صور الحرب.. طفلة النابالم تروي لحظات الرعب

لعل الكثيرين حول العالم يذكرون تلك الصورة الشهيرة لأطفال يجرون مرعوبين في الشارع، بينهم طفلة عارية.

فقد مر على تلك الصورة الشهيرة، التي التقطت في 8 يونيو 1972، وحازت على جائزة “بوليتزر” في العام التالي، عن فئة تصوير الأخبار العاجلة 50 عاماً.

وعلى الرغم من أن تلك الصورة تحمل رسمياً اسم “إرهاب الحرب أو رعب الحرب” إلا أنها باتت تُعرف باسم طفلة النابالم، نسبة إلى تلك الطفلة العارية في التاسعة من عمرها، التي ظهرت تجري نحو الكاميرا هرباً من “هجوم نابالم” في قرية “ترانغ بانغ” الجنوبيّة خلال حرب فيتنام.

” أشعر بحر شديد”

فالصغيرة التي طالها وهج النابالم، وأحرق يديها، صرخت حينها ” أشعر بحر شديد، أعتقد أنني أموت”، وخلعت ملابسها وراحت تجري، فيما يتصاعد خلفها دخان أسود، ويحيط بها أطفال مذعورين أيضا.

لكن الفتاة التي تدعى فان ثي كيم فوك، نجت في النهاية بفضل المصور نيك أوت Nick Ut، الذي ساعد هؤلاء الأطفال، بعد التقاط صورته الشهير، ونقلهم إلى أقرب مستشفى.

طفلة النابالم (فرانس برس)

أما الآن فتعيش فوك بعد حصولها على لجوء سياسي، مع زوجها وطفليها في كندا، وتدير منذ عام 1997 مؤسسة “كيم فوك الخيرية” في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعنى بتأمين المساعدة الطبية لضحايا الحروب من الأطفال.

وفي مقابلة مع شبكة سي أن أن أمس الجمعة، روت السيدة الستينية ما شعرت به حينها، قائلة: “لن أنسى تلك اللحظة أبدًا”.

“احترقت وسأكون قبيحة”

وقالت في مكالمة فيديو من تورنتو حيث تقيم، واصفة تفاصيل ما جرى: أدرت رأسي ورأيت الطائرات، ومن ثم أربع قنابل تسقط.. وفجأة، اندلعت النيران في كل مكان، واحترقت ملابسي. ولم أعد أرَ أحداً من حولي.

كما أردفت: “ما زلت أذكر ما كنت أفكر فيه، فقد قلت في نفسي لقد احترقت، سأكون قبيحة، وسينظر إليَّ الناس بطريقة مختلفة”.

إلا أنها أكدت في الوقت عينه أنها كانت مرعوبة جدًا”.

كيم فوك مع المصور الذي التقط صورة طفلة النابالم (فرانس برس)

كيم فوك مع المصور الذي التقط صورة طفلة النابالم (فرانس برس)

ستنتشر حول العالم

أما المصور، فروى كيف رأى الطفلة تصرخ، وقال بدوره في مكالمة عبر لفيديو من لوس أنجلوس لسي أن أن: “رأيت كيم تجري وهي تصرخ حر .. حر”. وتابع “عندما التقطت الصورة رأيت جسدها محترقا بشدة، وأردت مساعدتها على الفور. فوضعت كل معدات الكاميرا أرضاً ورحت أضع الماء على جسمها.

ثم أشار إلى أنه أخذ لاحقاً الأطفال المصابين في شاحنته ونقلهم إلى مستشفى قريب. لكن عند وصوله إلى أقرب المستشفى، أخبره العاملون حينها أنه لا يوجد مكان، ويجب نقلهم إلى سايغون.

إلا أن المصور أكد أنه فكر حينها أن الصغار لن ينجوا، إذا ما سار بهم ساعة أخرى، لاسيما أن فوك كانت في وضع يرثى له.

ولحسن حظها تمكن في النهاية من إقناع الأطباء باستقبالهم، بعد أن عرف بنفسه، قائلا إن تلك الصورة ستنشر في صحف عالمية.

هكذا إذا نجت فوك مع بقية الأطفال إلا أن الجروح ظلت تلازمها، فقلما ينسى المرء ندوب الحرب النفسية قبل الجسدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى