اقتصاد

“منتدى الطاقة” للعربية: الاستثمارات القياسية بالطاقة المتجددة لا تغني عن الهيدروكربون

قال أمين عام منتدى الطاقة الدولي “IEF” جوزيف ماكمونيغل، في مقابلة مع “العربية”، إنه رغم إعادة ملء المخزونات في أوروبا، فإن العالم محظوظ بأن ظروف الطقس لم تكن قاسية، سواء بالبرد الشديد أو الحر الشديد. مشيرا إلى أنه بحال حصل أي خطأ، فسوف تواجه القارة مشكلة جسيمة خلال هذا الشتاء.

“المسألة لا تقتصر بهذا الشتاء فحسب، بل يمكن أن تؤثر لسنوات عديدة مقبلة. لذلك أعتقد أن أهم شيء هو أن لا نتراخى. كما أن الغاز أصبح سوقاً عالميا، لذلك نرى بعض مناطق من آسيا تتنافس مع أوروبا، التي كانت تجتذب الكثير من الغاز بسبب ارتفاع الأسعار. لكننا نرى الآن أن بعض الدول في آسيا مضطرة للدخول في المنافسة أيضاً، إذاً ستواجه سوق الغاز العالمية ضغطاً كبيراً خلال الشتاء الحالي ومواسم الشتاء لعدة أعوام قادمة”.

وأضاف: “أعتقد بأننا نحتاج لاستثمارات أكبر في كافة القطاعات، حتى مع هذه الاستثمارات القياسية في الطاقة المتجددة. نحن بحاجة إلى المزيد لأن الطاقة المتجددة ستلعب دوراً أساسياً في عملية التحول. كما علينا أن نضمن السيطرة على الأسعار وتقلباتها، وهذا يتطلب الاستثمار في الهيدروكربون”.

وأشار إلى أنه قلق من أن يربط الجمهور ارتفاع الأسعار وتقلباتها بعملية التحول أو التقدم المحرز في مجال المناخ.

“فسوف نواجه مشكلة كبيرة ونخسر الدعم العام وبعدها سيتم تقويض أي عمل في مجال التغير المناخي. ومن دون الدعم الجماهيري، فلن نحقق أي نجاح. وبالتالي لتلبية الطلبات، ما ذكرناه في تقريرنا، هو أن العالم يجب أن يستثمر 500 مليار دولار سنوياً فقط لتلبية الطلب. ناهيك عن التوسع السكاني والتغيرات في الدخل في مناطق مختلفة من العالم، بينما تتحول الطبقات الدنيا إلى طبقات متوسطة وتبدأ بشراء المركبات ورفاهيات الحياة المختلفة التي تتطلب جميعها الطاقة. لذلك من المهم أن نستمر باستثماراتنا في النفط والغاز”.

وتابع: “نحن بحاجة إلى الاستمرار في النفط والغاز، لأنه لا يوجد بديل حالياً. هذا هو واقع الحال. كما يجب أن نستمر بالاستثمار في الهيدروكربون من أجل الاستمرار في تحقيق التقدم في التغير المناخي”.

أما بشأن خفض روسيا صادراتها وليس إنتاجها النفطي، فيعتقد ماكمونيغل بأن خطوة الخفض الطوعي من قبل السعودية وروسيا هدفها التأثير على أسواق النفط الورقية ومواجهة الشعور السلبي في الأسواق حول ما إذا كان العالم سيواجه ركوداً اقتصادياً، والذي قد يؤثر على الطلب ويتسبب في خفضه.

“أما المقومات الأساسية فهي قوية وفي وضع صحي الآن. الجميع، حتى منظمة أوبك، تتوقع ارتفاع الطلب بشكل كبير في النصف الثاني من هذا العام”.

فيما يخص الخفض الطوعي، فأشار إلى أن الخفض السعودي كان متوقعاً بشكل كبير. ولم يتغير الكثير منذ اجتماع يونيو/حزيران. أما الخفض الروسي فقد كان مفاجئاً، ليبرر القرار بأنه موجه بتشكيك صحي لأن روسيا لم تنجح في تعهداتها السابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى