اقتصاد

باريس تستضيف “قمة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد”

انطلقت في باريس فعاليات قمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد” لمناقشة مواضيع عدة، منها المناخ، وإعادة هيكلة الديون والحد من الفقر، بحضور رؤساء دول ووزراء مالية ومنظمات دولية من جميع أنحاء العالم.

وتستقطب القمة ما يقرب من 50 رئيس دولة وحكومة، كألمانيا والبرازيل والسنغال وزامبيا، وممثلين لأكثر من 100 دولة، بمن فيهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وتهدف القمة الجديدة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال قمة المناخ “COP 27” العام الماضي في مصر، إلى إرساء قواعد نظام مالي جديد يكون أكثر عدلا وتضامنا لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، ومن بينها الحد من الفقر، ومواجهة التغيرات المناخية وحماية التنوع البيئي، إلى جانب تعزيز صمود الدول الأكثر هشاشة في مواجهة الصدمات الاقتصادية وتداعيات التغيرات المناخية.

القمة العالمية الجديدة أصبحت ضرورة خاصة بعد تجاوز الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية العام الماضي الـ 300 مليار دولار، وبلوغ نسبة الانخفاض في الحياة البرية نحو 70% بين عامي 1970 و2018، إضافة إلى زيادة نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بنحو 11% بسبب جائحة كورونا.

كما تمهد القمة الطريق لعقد اتفاقيات جديدة للحد من مشكلة تفاقم الديون، وتتيح لعدد أكبر من الدول الحصول على التمويل الذي تحتاجه من أجل الاستثمار في التنمية المستدامة، والحفاظ على الطبيعة بشكل أفضل، وخفض الانبعاثات الحرارية وحماية السكان من الأزمات البيئية خاصة في المناطق الأكثر عرضة للأزمات.

ومن المتوقع أن يقام 40 حدثا موازيا، حيث ستوفر القمة الفرصة لدراسة التفاعلات بين إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتمويل المناخ والحلول المتعلقة بالديون.

في هذا السياق، قال الرئيس الفرنسي: “اليوم يجب أن ننجح في وضع بعض الأهداف الواضحة في ظل هذه التعبئة، على الرغم من النجاحات الجماعية التي قمنا بها في مونتريال فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي. إذا واجهنا الواقع فإن عدم المساواة تتزايد، وهشاشة المناخ تزيد من المخاطر ويتعرض عالمنا لصدمات أكبر وأكبر”.

وأضاف: “زاد الوباء من هذه الصعوبات، تلاه انتعاش عالمي غير منظم والآن الحرب في أوكرانيا في أعقاب العدوان الروسي واضطرابات عديدة. لدينا نظام مالي الآن، هو ثمرة تعاون قديم، أظهر فعاليته والذي قدم مساعدة كبيرة للغاية خلال العقود الماضية، ولكنه لم يعد سريعًا بما يكفي ولم يعد مناسبًا ويجب أن يتماشى مع أهدافنا”.

واستكمل قائلا: “لهذا السبب اقترحنا، العام الماضي في بالي، ميثاقًا ماليًا عالميًا جديدًا يجب أن يبنى أولاً على توقعات الشعوب، وأريد أن أحيي شبابنا في جميع أنحاء العالم الذين ساهموا في تحضير هذه القمة؛ المنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المدنية يجب أن تظل في قلب هذا المشروع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى