مقالات

ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

جدول ال

ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين ، سؤال من الأسئلة التي قد يطرحها الكثيرون، ولكنّ قبل الإجابة عنه لا بدّ أن نعرف ما هو اليقين، وقد وصفه ابن القيم رحمه الله بأنّه كالروح من الجسد، وبذلك اليقين تفاضل العارفون، ويستند اليقين إلى المحبّة ليكتمل الإيمان، ويمدان ما يقوم به الإنسان من أعمال قلبيّة وبدنيّة.[1]

مفهوم اليقين

قبل الإجابة عن سؤال: ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين ، لا بدّ لنا من تعريف اليقين في اللغة والاصطلاح كما ورد في القرآن الكريم، وهو في اللغة بمعنى تحقيق أمر أو إزاحة شك، وكانت العرب تعبّر عن الظنّ باليقين وعن اليقين بالظن، أمّا التعريف الاصطلاحي فهو استقرار العلم فلا يُحوّل ولا ينقلب ولا يتغير في القلب، وهو الرجوع إلى الله في أمر والاستعانة به في كل الأحوال، وقد قال الجرجاني في تعريف اليقين هو الطمأنينة في القلب، والتصديق بالغيب بإزالة كلّ ريب وشك، وفي تعريف اليقين أيضًا أنّه علم مستودع في القلب، وهو إيمان جازم بمنزلة الروح في الجسد، وقد جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم أني أسألُك إيمانًا يُباشِرُ قلبي, ويقينًا صادقًا حتى أعلمَ أنه لا يمنعُني رزقًا قسمتَه لي, ورضِّني من المعيشةِ بما قسمتَ لي”[2] وقد ورد اليقين في القرآن الكريم حوالي عشرين مرّ في أربع عشر سورة.[3]

صفات أهل اليقين

قبل الإجابة عن سؤال: ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين ، من الجيد أن نتحدث عن صفات أهل اليقين، ففي صفاتهم كل الصفات المؤدية إلى رضا الله تعالى ومن هذه الصفات ما يأتي:[1]

  • تهون مصائب الدنيا عليهم، فهوان المصائب والصبر عليها يتفاوت بحسب اليقين في القلب فإنّ أعظم الناس يقينًا هم أعظمهن صبرًا.
  • ترتاح نفسهم ويطمئن قلبهم بكلّ ما يفوتهم من حظ في الدنيا، فهم على ثقة تامّة بوعود الله تعالى لهم، ويرجون منه الخلف والعوض.
  • يتوكلون على الله تعالى ويستشعرون معيتهم بقوة يقينهم.
  • ينفقون في سبيل الله في السّر والعلانيّة؛ وذلك ليقينهم بأنّ الله تعالى هو الرازق، وأنّ الرزق بيده سبحانه وليس بيد البشر.
  • من صفاتهم أيضًا الاستقامة والخشوع وقد جاء على لسان الحسن البصري: “ما أيقن عبد بالجنة حق يقينها، إلا خشع ووجل وذل واستقام واقتصر حتى يأتيه الموت”.

ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

في الإجابة عن السؤال: ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين ، فمعنى علم اليقين هو الذي يُعلم بالخبر والسماع والنظر والقياس والسماع والنظر، أمّا فيما جاء من معنى عين اليقين فهو الذي شاهده البصر وعاينه، ولتوضيح المعنى بشكل أعمق سنأتي عليه بمثال، فمثال علم اليقين كمثل من أخبر بأنّ هناك عسلًا وكان المخبر صادقًا، أو أنّه رأى العسل فاستدل بتلك الرؤية على وجوده، وامّا عين اليقين فهو مثل الذي رأى العسل وشاهده وعاينه، وهذا مثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس المخبرُ كالمعاينِ”[4]، والله تعالى أعلم.[5]

وهكذا نكون قد عرفنا ما هو اليقين، وما هي صفات أهله، الذي استقرّ اليقين في قلوبهن فلم يعد فيها خشية من قلة رزق أو من حاجة فقلوبهم معلقة بالله سبحانه المتصرف في كل شيء، وكذلك عرفنا ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى