هل الميت يسمع؟ هو من الأسئلة المهمة التي يحاول الكثير من الناس معرفة الإجابة عنها، فقد حبب الإسلام في زيارة القبور والدعاء لأصحابها وإلقاء السلام عليهم، فلماذا استحب الإسلام ذلك، هل لأن الميت يسمع من حوله، أم لأسباب أخرى؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في موقع في مقالنا الآتي.
هل الميت يسمع
هل الميت يسمع أم لا؟ هو إحدى المسائل الخلافيّة بين العلماء المسلمين، فمنهم من قال بسماع الميت في قبره مثل ابن تيمية، ومنهم من نفى هذا الأمر، وقد استند كل فريق من هؤلاء لعدد من الأدلة من السنة والكتاب، وآرائهم كانت كما يلي:[1]
الرأي الأول
قال هؤلاء: أن الميت يسمع من حوله وهو في قبره، واستدلوا بذلك بحديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قَبْرِهِ، إنَّه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالِهِمْ إذا انْصَرَفُوا)[2]، كذلك استدلوا على ذلك بحديث أنس بن مالك أيضًا قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عليهم فَنَادَاهُمْ، فَقالَ: يا أَبَا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ يا أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ يا عُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ يا شيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ أَليسَ قدْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ يَسْمَعُوا وَأنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟ قالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ما أَنْتُمْ بأَسْمع لِما أَقُولُ منهمْ، وَلَكِنَّهُمْ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا)[3].
الرأي الثاني
قال هؤلاء: أن الميت لا يمكن أن يسمع الحيّ بأي حال من الأحوال، فلم يرد هناك دليل واضح وصريح يبيّن أن الميت يسمع الحي، واحتجوا بقولهم هذا على إنكار عائشة أم المؤمنين لذلك محتجة بقول الله تعالى: {إنك لا تسمع الموتى}، وقالوا أن سَماع المَيت لطرق نعل أهله عند ذهابهم يكون فقط أول ما يوضع في القبر كبداية لمراحل السؤال والحساب في القبر.
رأي ابن تيمية
قال إن المَيت يَسمع في قبره، ولكن هذا السماع لا يكون دائمًا وهو في قبره، وإنما يكون ذلك في حالات دون غيرها، كذلك قال الحافظ ابن كثير بسماع الميت للحي، واستند برأيه لما جاء في سورة الروم عن سَماع المَيت للحي.
شاهد أيضًا: البكاء على الميت بدون رفع الصوت جائز
هل الميت يسمع عند غسله
بحسب ابن باز: فإنه لم يرد دليل من الكتاب أو السنّة يبيّن أن الميت يسمع أثناء غسله، كذلك لا يعرف من قام بغسله ولا يشعر بذلك، واستدل ابن باز برأيه هذا على قول الله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ}[4]، وقوله تعالى في سورة فاطر: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}[5]، فمتى مات الإنسان، فإن عمله ينقطع، فلا يسمع دعاء الأحياء له، ولا يسمع من حوله، ولكن يجب الإكثار من الدعاء للميت عند وضعه في القبر، والدعاء المشروع للميت عند دفنه هو: “اللهم اغفر له اللهم ثبته عند السؤال، اللهم اغفر له وثبته بالقول الثابت”.[6]
شاهد أيضًا: هل الميت يرى أهله في الدنيا ومتى يراهم ومتى يحجب عنهم
هل الميت يسمع من يزوره ابن باز
سماع الميت لمن يزوره هي مسألة خلافيّة، وقد جاء في بعض الأحاديث أن زيارة الحي للميت تفيده وتنفعه، كما ورد في الحديث الشريف عن عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن أحدٍ يَمُرُّ على قبرِ أخيه المؤمنِ فيُسَلِّمُ عليه إلا عَرَفَه، وردَّ عليه)[7]، فإنه يستحب الدعاء للميت وإلقاء السلام عليه سواءً كان الشخص يعرفه أو لا يعرفه، فزيارة القبور نافعة للميت والحيّ، فهي للحي تذكير له بالآخرة والحساب، وللميت رفع له ولدرجاته في حال الدعاء له.[8]
في الختام نكون قد تعرفنا على هل المَيت يَسمع حيث كان للعلماء عدة آراء في ذلك، فمنهم من أثبت سَماع المَيت للحي بالاستناد إلى عدد من الأحاديث، ومنهم من نفى ذلك، وتعرفنا على رأي ابن تيمية حيث أثبت سَماع المَيت للحي، كذلك تعرفنا على هل المَيت يَسمع من يزوره ابن باز، وهل المَيت يَسمع عند غسله.
The post هل الميت يسمع appeared first on موقع .
